مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية

الهيئة الليبية للبحث العلمي
ISSN 231360
ISSN-231360

مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية

الهيئة الليبية للبحث العلمي

العدد الأول لسنة 2018


الدراسات الاجتماعية بين النشأة والتطور

الملخص

تتناول هذه الورقة أهمية الدراسات الاجتماعية ودورها في بناء وتطور المجتمعات، حيث لا يمكن لأي مجتمع أن يحقق التنمية دون الوعي بحقيقته الخاصة وفهم مستوياته البنيوية المختلفة. تؤكد الورقة أن العلوم الاجتماعية يجب أن تكون نابعة من الواقع المحلي وظروفه الخاصة، وليست مجرد تطبيق لنماذج جاهزة ذات طابع عالمي. وتمتاز الدراسات الاجتماعية بقدرتها على الربط بين البعدين الزماني والمكاني، مما يجعلها مجالاً خصباً لتنشئة جيل واعٍ بقيمه ومجتمعه، وقادراً على مواجهة التحديات الحضارية. كما تسهم في تعريف المتعلمين بالظواهر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتغرس فيهم قيم الإنسانية والسلام والتفكير النقدي والتحليلي. وتبرز الورقة الأهداف الأساسية للدراسات الاجتماعية المتمثلة في تنمية الانتماء الوطني، وتعزيز القيم الأخلاقية، وفهم التفاهم الدولي، إضافة إلى دورها في معالجة قضايا البيئة والموارد، والتأكيد على قيمة العلم والعلماء في نهضة المجتمعات

نجوى الغويلى *

* كلية الآداب - جامعة المرقب

أثر علم الكيمياء في خدمة الحضارة الإسلامية في الدولة العباسية (200-659هـــ/815-1260م)

الملخص

تتناول هذه الورقة البحثية أثر علم الكيمياء في خدمة الحضارة الإسلامية في الدولة العباسية، لإلقاء الضوء على ما قدمه العلماء المسلمين في علم الكيمياء خدمة للحضارة الإسلامية في الدولة العباسية. وأما الخطوات المنهجية التي اتبعها الباحث في بحثه تمثلت في الجوانب التالية: أولاً: التعريف بعلم الكيمياء وبدايات ظهوره، وفي هذا الجانب تطرقت الدراسة إلى التعريف الشامل لعلم الكيمياء وبدايات ظهوره وإنجازاتهِ. وثانيا: إلقاء نظرة على بعض علماء الكيمياء في الدولة العباسية، وقد بدأ هذا المحور بمؤسس علم الكيمياء الإسلامي كتمهيد للدراسة، وكذلك تطرق هذا المحور إلى علماء الكيمياء في العصر العباسي، ورواسبه فيما بعد، وأهم مؤلفاتهم، وتفعيل التكامل المعرفي والإقلاع الحضاري. ثالثا: بيان أثر علماء الكيمياء في خدمة الحضارة الإسلامية، وتمثل في جانبين: المعرفي، والاقتصادي. ثم الخاتمة التي بين فيها الباحث أهم النتائج التي توصل إليها والتوصيات، حيث توصل الباحث إلى استنتاجات من الروايات المتحصل عليها من المصادر ذكرت في ثبت المصادر والمراجع. فضلاً على الحقائق التاريخية ومقارنتها بغيرها في هذا الموضوع، ثم ذُيل البحثُ بقائمة للمصادر والمراجع التي استقت منها الروايات والنصوص الواردة في الدراسة.

محمد بشينه *

* كلية الشريعة - الجامعة الأسمرية

أخلاقيات مهنة التدريس رؤية لميثاق أخلاقي وطني لمهنة التعليم في ليبيا

الملخص

تتناول هذه الدراسة أخلاقيات مهنة التدريس وأهميتها في تعزيز جودة التعليم في ليبيا، مع التركيز على تطوير رؤية لميثاق أخلاقي وطني لمهنة التعليم. تعتبر مهنة التعليم رسالة رفيعة ذات قيمة أخلاقية عالية، إذ يسهم المعلم في توجيه السلوك الإنساني والاجتماعي والتربوي نحو التضامن والاحترام المتبادل، ويعد ركيزة أساسية لاستقرار المجتمع وتحقيق السلام. تبرز أهمية الدراسة في الدور الحيوي للمعلم في العملية التعليمية، حيث يشكل حياته ومستقبله، ويقود إعداد الأجيال لمواجهة تحديات الحياة المعاصرة. ويؤكد الباحث أن التزام المعلم بأخلاقيات المهنة يعزز قدرته على أداء مهامه، ويجعله نموذجاً يُحتذى به لطلابه، ويؤثر إيجابياً على سلوكياتهم. كما تشير الدراسات العالمية إلى أن ضعف الالتزام بالأخلاقيات المهنية يؤثر سلباً على أداء العاملين، بما في ذلك المعلمين. تعالج الدراسة مشكلة ضعف الالتزام بأخلاقيات التدريس على المستويين العربي والعالمي، وتطرح السؤال الرئيس: ما هي أخلاقيات مهنة التدريس وما المقترح لميثاق أخلاقي وطني لمهنة التعليم في ليبيا؟ وتتفرع منه أسئلة فرعية حول مفهوم التعليم، مصادر أخلاقياته، المبادئ والقيم الأخلاقية، الأخلاقيات الواجب توفرها في المعلم، المواثيق العالمية والعربية، والرؤية المقترحة للميثاق الوطني. تنبع أهمية الدراسة من تعزيز الدور الأخلاقي للمعلم، ورفع مستوى المهنة، وتطوير العملية التعليمية بروح إنسانية وقيم أخلاقية سامية، وإثراء المكتبة الليبية بأبحاث متخصصة، والخروج برؤية عملية لتأسيس ميثاق أخلاقي وطني للتعليم في ليبيا. منهج الدراسة: اعتمدت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي من خلال تحليل الأدب المنشور من مراجع وبحوث ودراسات علمية وتقارير تناولت أخلاقيات مهنة التدريس، بما يمهد لصياغة رؤية لميثاق أخلاقي وطني لمهنة التعليم في ليبيا.

صبحية السائح *

* كلية التربية - جامعة الزاوية

الاستعمال العامي للألفاظ، و أثره في انحراف الدَّلالة، في ضوء مصطلحي الصوامت والصوائت

الملخص

يُعنى هذا البحث بدراسة جانب مهم من جوانب اللغة العربية وهو الدلالة (Semantic)، الذي يعد أحد فروع علم اللغة الحديثة، مع التركيز على الانحرافات الدلالية الناتجة عن الأخطاء اللفظية. يشير البحث إلى أن اللغة العربية لغة اشتقاقية، حيث تتقارب العديد من كلماتها من حيث الأصوات والمعاني، وقد يؤدي هذا التشابه إلى أخطاء في النطق لدى غير المتخصصين أو العامة، ما ينتج عنه انحراف في الدلالة. تتناول الدراسة الأسباب الصوتية لهذا الانحراف، مثل التشابه بين الصوامت والصوائت، واستبدال صوت بآخر عن قصد أو غير قصد، وتأثير ذلك على الفهم والمعنى. ويستعرض البحث أمثلة متعددة على هذه الظواهر، مثل الكلمات "عتيد" التي تغير معناها إلى "عتيق" أو "عنيد" بسبب القياس الخاطئ على كلمات أخرى، أو اختلاف النطق بين القبائل دون تغيير المعنى الأساسي للكلمة، كالحالات الواردة في القرآن الكريم وبعض الأمثلة اللغوية التقليدية. كما يشير البحث إلى أن هذه الانحرافات الصوتية لا تمثل بالضرورة تغييراً دلالياً، لكنها قد تتحول إلى أخطاء دلالية شائعة نتيجة سوء النطق، ضعف التكوين اللغوي، أو التأثر باللهجات المحلية وابتعاد المتحدثين عن النصوص التراثية. ويستعرض البحث أيضًا وجهة نظر بعض الدارسين حول هذا الموضوع، معتبرين هذه الظاهرة من عوامل التطور اللغوي ونمو المفردات، لكنها في الوقت نفسه تستدعي الانتباه لتجنب انحراف المعنى الحقيقي للكلمة. الهدف الأساسي للبحث هو بيان أثر الاستعمال العامي للألفاظ على انحراف الدلالة في اللغة العربية، مع التركيز على العلاقة بين الصوت والمعنى، وتوضيح أن الأخطاء الشائعة ليست تطورًا لغويًا بحتًا، بل قد تكون نتيجة سوء فهم أو تقارب صوتي بين الكلمات

الصديق علي *

* كلية اللغات - جامعة الزيتونة

الحب الإلهي في الفكر الإسلامي ( ابن سينا نموذجًا)

الملخص

تتناول هذه الدراسة مسألة الحب الإلهي في الفكر الإسلامي، مركزة على رؤية ابن سينا كنموذج بارز في التراث الفلسفي الإسلامي. فالحب الإلهي يمثل صلة الإنسان بخالقه، وهو الرابط الذي يوجه سلوك الإنسان الروحي والأخلاقي، ويبرز العلاقة بين العبد والمعبود. وقد تطورت هذه المسألة مع انتشار الدولة الإسلامية واحتكاكها بشعوب وثقافات متعددة، كما أخذت بعدًا صوفيًا عند المتصوفة، في حين اعتبر ابن سينا أن الله هو المعشوق للنفوس البشرية، متصفًا بالكمال والمنزه عن التشبيه. تهدف الدراسة إلى توضيح مفهوم الحب الإلهي وآثاره في حياة الأمة، واستعراض آراء بعض الفلاسفة المسلمين، مع التركيز على ابن سينا ومقارنته ببعض فلاسفة الإسلام الآخرين مثل ابن رشد. كما تبحث الدراسة في مدى أصالة هذا المفهوم في الإسلام وارتباطه بالتراث العربي والإسلامي، إضافة إلى مناقشة الاختلافات بين الفكر الإسلامي والفلسفة الغربية في هذا الشأن. اعتمدت الدراسة المنهج التحليلي الوصفي لمراجعة آراء الفلاسفة، والمنهج المقارن لمقارنة مواقف ابن سينا وابن رشد، إضافة إلى المنهج النقدي لمناقشة آراء أفلاطون وأرسطو وإبراز الفروق بين البيئة الإسلامية واليونانية. كما استند البحث إلى المصادر الأصلية وكتب التراث لضمان توثيق المعلومات وتحليلها بشكل علمي دقيق.

أسماء بن عريبي *

* كلية الآداب - جامعة الزيتونة

تطور مفهوم الجــريـمة وفلسفة العـقـوبـة في المجتمعات البشرية

الملخص

تُعد الجريمة، كظاهرة اجتماعية، قديمة قدم المجتمع البشري، وهي من الوقائع المستمرة التي سعت المجتمعات إلى ضبطها من خلال اتخاذ تدابير تهدف إلى الحد من وقوعها وتقليل آثارها السلبية. وعلى الرغم من تصور بعض الفلاسفة والمفكرين لمجتمعات مثالية خالية من السلوك المنحرف والجريمة، فإن الأدلة التاريخية من نصوص دينية وعادات وقوانين تظهر استمرار وجود الجريمة وفرض العقوبات المناسبة عبر العصور. لقد اهتم المفكرون والباحثون بدراسة الجريمة للتعرف على أسبابها ونتائجها وطرق الوقاية منها، كما اهتموا بدراسة المجرم كفرد عبر تحليل خصائصه النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعوامل التي تدفعه للقيام بسلوكيات يُعتبرها المجتمع مخالفة للمعايير، لما تشكله من تهديد لأمنه واستقراره. وبالرغم من تطوير المجتمعات للقواعد والمعايير التي تنظم سلوك الأفراد، فإن الجريمة تستمر في الانتشار بدرجات وأنماط مختلفة، مما يدل على نسبية مفهومها الذي يتأثر بالثقافة والمجتمع والزمان. فالعمل يُجرم فقط عندما يخالف قيم المجتمع ويهدد تماسكه. تاريخياً، اعتبرت المجتمعات البدائية الجريمة مخالفة لمعتقدات مقدسة أو تأثير الأرواح الشريرة، ومع تطور الفكر البشري وظهور الأديان والفلسفات، أصبحت الجريمة تُنظر إليها كظاهرة سلوكية يمكن مواجهتها بالقيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية. ومع ظهور القوانين الوضعية، أصبحت المجتمعات تحدد الجريمة بشكل موضوعي وتفرض العقوبات المناسبة، مع الأخذ في الاعتبار حقوق الإنسان. تقدم هذه الدراسة استعراضاً لتطور مفهوم الجريمة وفلسفة العقوبة من منظور اجتماعي وأخلاقي وقانوني، موضحة العلاقة بين الثقافة والقانون والسلوك البشري في تحديد الجريمة وطرق مواجهتها، ومبيناً أهمية حماية حقوق الأفراد خلال التحقيق والمحاكمة والإدانة.

محمد بن رجب *

* كلية الآداب - جامعة طرابلس




العدد الأول لسنة 2018


الدراسات الاجتماعية بين النشأة والتطور

الملخص

تتناول هذه الورقة أهمية الدراسات الاجتماعية ودورها في بناء وتطور المجتمعات، حيث لا يمكن لأي مجتمع أن يحقق التنمية دون الوعي بحقيقته الخاصة وفهم مستوياته البنيوية المختلفة. تؤكد الورقة أن العلوم الاجتماعية يجب أن تكون نابعة من الواقع المحلي وظروفه الخاصة، وليست مجرد تطبيق لنماذج جاهزة ذات طابع عالمي. وتمتاز الدراسات الاجتماعية بقدرتها على الربط بين البعدين الزماني والمكاني، مما يجعلها مجالاً خصباً لتنشئة جيل واعٍ بقيمه ومجتمعه، وقادراً على مواجهة التحديات الحضارية. كما تسهم في تعريف المتعلمين بالظواهر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتغرس فيهم قيم الإنسانية والسلام والتفكير النقدي والتحليلي. وتبرز الورقة الأهداف الأساسية للدراسات الاجتماعية المتمثلة في تنمية الانتماء الوطني، وتعزيز القيم الأخلاقية، وفهم التفاهم الدولي، إضافة إلى دورها في معالجة قضايا البيئة والموارد، والتأكيد على قيمة العلم والعلماء في نهضة المجتمعات

نجوى الغويلى *

* كلية الآداب - جامعة المرقب

أثر علم الكيمياء في خدمة الحضارة الإسلامية في الدولة العباسية (200-659هـــ/815-1260م)

الملخص

تتناول هذه الورقة البحثية أثر علم الكيمياء في خدمة الحضارة الإسلامية في الدولة العباسية، لإلقاء الضوء على ما قدمه العلماء المسلمين في علم الكيمياء خدمة للحضارة الإسلامية في الدولة العباسية. وأما الخطوات المنهجية التي اتبعها الباحث في بحثه تمثلت في الجوانب التالية: أولاً: التعريف بعلم الكيمياء وبدايات ظهوره، وفي هذا الجانب تطرقت الدراسة إلى التعريف الشامل لعلم الكيمياء وبدايات ظهوره وإنجازاتهِ. وثانيا: إلقاء نظرة على بعض علماء الكيمياء في الدولة العباسية، وقد بدأ هذا المحور بمؤسس علم الكيمياء الإسلامي كتمهيد للدراسة، وكذلك تطرق هذا المحور إلى علماء الكيمياء في العصر العباسي، ورواسبه فيما بعد، وأهم مؤلفاتهم، وتفعيل التكامل المعرفي والإقلاع الحضاري. ثالثا: بيان أثر علماء الكيمياء في خدمة الحضارة الإسلامية، وتمثل في جانبين: المعرفي، والاقتصادي. ثم الخاتمة التي بين فيها الباحث أهم النتائج التي توصل إليها والتوصيات، حيث توصل الباحث إلى استنتاجات من الروايات المتحصل عليها من المصادر ذكرت في ثبت المصادر والمراجع. فضلاً على الحقائق التاريخية ومقارنتها بغيرها في هذا الموضوع، ثم ذُيل البحثُ بقائمة للمصادر والمراجع التي استقت منها الروايات والنصوص الواردة في الدراسة.

محمد بشينه *

* كلية الشريعة - الجامعة الأسمرية

أخلاقيات مهنة التدريس رؤية لميثاق أخلاقي وطني لمهنة التعليم في ليبيا

الملخص

تتناول هذه الدراسة أخلاقيات مهنة التدريس وأهميتها في تعزيز جودة التعليم في ليبيا، مع التركيز على تطوير رؤية لميثاق أخلاقي وطني لمهنة التعليم. تعتبر مهنة التعليم رسالة رفيعة ذات قيمة أخلاقية عالية، إذ يسهم المعلم في توجيه السلوك الإنساني والاجتماعي والتربوي نحو التضامن والاحترام المتبادل، ويعد ركيزة أساسية لاستقرار المجتمع وتحقيق السلام. تبرز أهمية الدراسة في الدور الحيوي للمعلم في العملية التعليمية، حيث يشكل حياته ومستقبله، ويقود إعداد الأجيال لمواجهة تحديات الحياة المعاصرة. ويؤكد الباحث أن التزام المعلم بأخلاقيات المهنة يعزز قدرته على أداء مهامه، ويجعله نموذجاً يُحتذى به لطلابه، ويؤثر إيجابياً على سلوكياتهم. كما تشير الدراسات العالمية إلى أن ضعف الالتزام بالأخلاقيات المهنية يؤثر سلباً على أداء العاملين، بما في ذلك المعلمين. تعالج الدراسة مشكلة ضعف الالتزام بأخلاقيات التدريس على المستويين العربي والعالمي، وتطرح السؤال الرئيس: ما هي أخلاقيات مهنة التدريس وما المقترح لميثاق أخلاقي وطني لمهنة التعليم في ليبيا؟ وتتفرع منه أسئلة فرعية حول مفهوم التعليم، مصادر أخلاقياته، المبادئ والقيم الأخلاقية، الأخلاقيات الواجب توفرها في المعلم، المواثيق العالمية والعربية، والرؤية المقترحة للميثاق الوطني. تنبع أهمية الدراسة من تعزيز الدور الأخلاقي للمعلم، ورفع مستوى المهنة، وتطوير العملية التعليمية بروح إنسانية وقيم أخلاقية سامية، وإثراء المكتبة الليبية بأبحاث متخصصة، والخروج برؤية عملية لتأسيس ميثاق أخلاقي وطني للتعليم في ليبيا. منهج الدراسة: اعتمدت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي من خلال تحليل الأدب المنشور من مراجع وبحوث ودراسات علمية وتقارير تناولت أخلاقيات مهنة التدريس، بما يمهد لصياغة رؤية لميثاق أخلاقي وطني لمهنة التعليم في ليبيا.

صبحية السائح *

* كلية التربية - جامعة الزاوية

الاستعمال العامي للألفاظ، و أثره في انحراف الدَّلالة، في ضوء مصطلحي الصوامت والصوائت

الملخص

يُعنى هذا البحث بدراسة جانب مهم من جوانب اللغة العربية وهو الدلالة (Semantic)، الذي يعد أحد فروع علم اللغة الحديثة، مع التركيز على الانحرافات الدلالية الناتجة عن الأخطاء اللفظية. يشير البحث إلى أن اللغة العربية لغة اشتقاقية، حيث تتقارب العديد من كلماتها من حيث الأصوات والمعاني، وقد يؤدي هذا التشابه إلى أخطاء في النطق لدى غير المتخصصين أو العامة، ما ينتج عنه انحراف في الدلالة. تتناول الدراسة الأسباب الصوتية لهذا الانحراف، مثل التشابه بين الصوامت والصوائت، واستبدال صوت بآخر عن قصد أو غير قصد، وتأثير ذلك على الفهم والمعنى. ويستعرض البحث أمثلة متعددة على هذه الظواهر، مثل الكلمات "عتيد" التي تغير معناها إلى "عتيق" أو "عنيد" بسبب القياس الخاطئ على كلمات أخرى، أو اختلاف النطق بين القبائل دون تغيير المعنى الأساسي للكلمة، كالحالات الواردة في القرآن الكريم وبعض الأمثلة اللغوية التقليدية. كما يشير البحث إلى أن هذه الانحرافات الصوتية لا تمثل بالضرورة تغييراً دلالياً، لكنها قد تتحول إلى أخطاء دلالية شائعة نتيجة سوء النطق، ضعف التكوين اللغوي، أو التأثر باللهجات المحلية وابتعاد المتحدثين عن النصوص التراثية. ويستعرض البحث أيضًا وجهة نظر بعض الدارسين حول هذا الموضوع، معتبرين هذه الظاهرة من عوامل التطور اللغوي ونمو المفردات، لكنها في الوقت نفسه تستدعي الانتباه لتجنب انحراف المعنى الحقيقي للكلمة. الهدف الأساسي للبحث هو بيان أثر الاستعمال العامي للألفاظ على انحراف الدلالة في اللغة العربية، مع التركيز على العلاقة بين الصوت والمعنى، وتوضيح أن الأخطاء الشائعة ليست تطورًا لغويًا بحتًا، بل قد تكون نتيجة سوء فهم أو تقارب صوتي بين الكلمات

الصديق علي *

* كلية اللغات - جامعة الزيتونة

الحب الإلهي في الفكر الإسلامي ( ابن سينا نموذجًا)

الملخص

تتناول هذه الدراسة مسألة الحب الإلهي في الفكر الإسلامي، مركزة على رؤية ابن سينا كنموذج بارز في التراث الفلسفي الإسلامي. فالحب الإلهي يمثل صلة الإنسان بخالقه، وهو الرابط الذي يوجه سلوك الإنسان الروحي والأخلاقي، ويبرز العلاقة بين العبد والمعبود. وقد تطورت هذه المسألة مع انتشار الدولة الإسلامية واحتكاكها بشعوب وثقافات متعددة، كما أخذت بعدًا صوفيًا عند المتصوفة، في حين اعتبر ابن سينا أن الله هو المعشوق للنفوس البشرية، متصفًا بالكمال والمنزه عن التشبيه. تهدف الدراسة إلى توضيح مفهوم الحب الإلهي وآثاره في حياة الأمة، واستعراض آراء بعض الفلاسفة المسلمين، مع التركيز على ابن سينا ومقارنته ببعض فلاسفة الإسلام الآخرين مثل ابن رشد. كما تبحث الدراسة في مدى أصالة هذا المفهوم في الإسلام وارتباطه بالتراث العربي والإسلامي، إضافة إلى مناقشة الاختلافات بين الفكر الإسلامي والفلسفة الغربية في هذا الشأن. اعتمدت الدراسة المنهج التحليلي الوصفي لمراجعة آراء الفلاسفة، والمنهج المقارن لمقارنة مواقف ابن سينا وابن رشد، إضافة إلى المنهج النقدي لمناقشة آراء أفلاطون وأرسطو وإبراز الفروق بين البيئة الإسلامية واليونانية. كما استند البحث إلى المصادر الأصلية وكتب التراث لضمان توثيق المعلومات وتحليلها بشكل علمي دقيق.

أسماء بن عريبي *

* كلية الآداب - جامعة الزيتونة

تطور مفهوم الجــريـمة وفلسفة العـقـوبـة في المجتمعات البشرية

الملخص

تُعد الجريمة، كظاهرة اجتماعية، قديمة قدم المجتمع البشري، وهي من الوقائع المستمرة التي سعت المجتمعات إلى ضبطها من خلال اتخاذ تدابير تهدف إلى الحد من وقوعها وتقليل آثارها السلبية. وعلى الرغم من تصور بعض الفلاسفة والمفكرين لمجتمعات مثالية خالية من السلوك المنحرف والجريمة، فإن الأدلة التاريخية من نصوص دينية وعادات وقوانين تظهر استمرار وجود الجريمة وفرض العقوبات المناسبة عبر العصور. لقد اهتم المفكرون والباحثون بدراسة الجريمة للتعرف على أسبابها ونتائجها وطرق الوقاية منها، كما اهتموا بدراسة المجرم كفرد عبر تحليل خصائصه النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعوامل التي تدفعه للقيام بسلوكيات يُعتبرها المجتمع مخالفة للمعايير، لما تشكله من تهديد لأمنه واستقراره. وبالرغم من تطوير المجتمعات للقواعد والمعايير التي تنظم سلوك الأفراد، فإن الجريمة تستمر في الانتشار بدرجات وأنماط مختلفة، مما يدل على نسبية مفهومها الذي يتأثر بالثقافة والمجتمع والزمان. فالعمل يُجرم فقط عندما يخالف قيم المجتمع ويهدد تماسكه. تاريخياً، اعتبرت المجتمعات البدائية الجريمة مخالفة لمعتقدات مقدسة أو تأثير الأرواح الشريرة، ومع تطور الفكر البشري وظهور الأديان والفلسفات، أصبحت الجريمة تُنظر إليها كظاهرة سلوكية يمكن مواجهتها بالقيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية. ومع ظهور القوانين الوضعية، أصبحت المجتمعات تحدد الجريمة بشكل موضوعي وتفرض العقوبات المناسبة، مع الأخذ في الاعتبار حقوق الإنسان. تقدم هذه الدراسة استعراضاً لتطور مفهوم الجريمة وفلسفة العقوبة من منظور اجتماعي وأخلاقي وقانوني، موضحة العلاقة بين الثقافة والقانون والسلوك البشري في تحديد الجريمة وطرق مواجهتها، ومبيناً أهمية حماية حقوق الأفراد خلال التحقيق والمحاكمة والإدانة.

محمد بن رجب *

* كلية الآداب - جامعة طرابلس