يصدر هذا العدد من مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية حافلًا بعدد متنوع من البحوث والدراسات التي تغطي مجالات معرفية متعددة. وتتناول هذه البحوث موضوعات مهمة وجديرة بالاهتمام، تجمع بين الطابع الفكري والبعد العملي، وتسعى إلى مقاربة قضايا المجتمع والتحديات التي يواجهها. يضم العدد دراسات تناولت قضايا الشباب واهتماماتهم، والحكم وآثاره، والدولة وأولوياتها، ودور الجامعة في المجتمع، إضافة إلى القضايا البيئية في ليبيا. كما اشتمل على أبحاث في مجال التعليم خلال جائحة كورونا، ركزت على جودة الأداء التعليمي ورضا الطلاب، إلى جانب بحوث أخرى عن البطالة وآثارها الاجتماعية. كما تضمن هذا العدد أبحاثًا منشورة باللغة العربية وأخرى باللغة الإنجليزية، مع إرفاق ملخصات باللغة الإنجليزية لتوسيع دائرة الاستفادة وإتاحة الاطلاع أمام جمهور أوسع. وقد حوى أيضًا موضوعات جديدة تثري النقاش الأكاديمي، وتؤكد دور العلم في خدمة المجتمع. وإننا إذ نقدّم هذا العدد، نجدد عهدنا مع الباحثين والقراء الأعزاء على الاستمرار في مد جسور التواصل، وتوثيق الصلة مع مجتمع العلم والمعرفة، حفاظًا على استمرارية العطاء، وسعيًا نحو ترسيخ التميز العلمي.

الملخص

يُعد الإسلام نعمة عظيمة أنعم الله بها على البشرية، إذ أخرجهم من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإيمان. وقد جاء بمنهج يقوم على الطاعات واجتناب المعاصي كبيرها وصغيرها، تحقيقًا لكمال الإيمان الذي لا يزول بالشك وإنما باليقين. يتناول هذا البحث موضوع التكفير: أحكامه وآثاره، مبينًا خطورة التسرع في إطلاق حكم التكفير على المسلمين دون بيّنة أو دليل، وهو أمر موكول إلى أهل العلم والاختصاص. وتكمن أهمية الموضوع في حساسيته وكثرة ما تناوله العلماء قديمًا وحديثًا، وما يترتب عليه من مخاطر إذا ما أُسيء استخدامه، خصوصًا في استباحة دماء المسلمين والتفريق بينهم. يهدف البحث إلى توضيح بعض الأحكام الخاصة بالتكفير، وبيان آثاره الخطيرة في حياة الأفراد والمجتمعات، والتنبيه إلى ضرورة التفريق بين ما يوجب الكفر وما لا يوجبه من الأقوال والأفعال. كما يوضح نتائجه المترتبة على مسائل مثل الإرث والدفن وسائر الأحكام الشرعية. وقد اعتمد الباحث المنهج التحليلي المقارن، مستعرضًا آراء المذاهب الأربعة في مسائل التكفير، ليخلص إلى ضرورة الرجوع إلى القرآن والسنة وأقوال العلماء الراسخين في فهم هذه القضية الحساسة، بعيدًا عن الإفراط أو التفريط.

الملخص

لقد كان تفعيل مشاركة الشباب في الحياة السياسية الليبية من أهم المتطلبات الملحة في ليبيا ما بعد فبراير ولذا حاولت الدراسة كشف رؤيتهم واتجاهاتهم للحلول والمشكلات التي تعترض عمل المؤسسات. وهدفت لإيضاح وقياس عمق الفهم والمتابعة لهذه الشريحة، ومعرفة ماهي القضايا التي تحوز اهتمامها. فالمشاركة السياسية الفاعلة لفئة الشباب سوف يتوقف عليها نجاح تجربة التحول السياسي لليبيا في المستقبل. ومثل أحد الأهداف الأساسية في تعزيز مفاهيم المواطنة أو مفاهيم الحرية والديمقراطية والمشاركة الفعلية في السلطة وقد أثبتت الدراسة وجود اهتمام وتركيز على القضايا الأساسية لقيام الدولة واستقرارها مما يتطلب وضع سياسة متكاملة من أجل ضمان تغيير مجتمعي حقيقي.

الملخص

تأثرت السياسات العامة في ليبيا بالمتغيرات الداخلية والخارجية بعد أحداث ثورة 17 فبراير 2011، حيث تأثرت حياة المواطنين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية بهذه المتغيرات. تمثل هذه الدراسة محاولة لتقييم السياسات البيئية بعد أحداث 2011، وتهدف إلى معرفة أهم المحددات الداخلية التي أثرت على السياسة البيئية في ليبيا سلبًا أو إيجابًا، وكذلك الفرص والتحديات في المحددات الخارجية المؤثرة على السياسات العامة البيئية. كما تهدف الدراسة إلى معرفة الأطر التشريعية والمؤسسية التي تحكم عملية وضع وتنفيذ وتقييم السياسات العامة البيئية في ليبيا. الكلمات المفتاحية: السياسات العامة – البيئة – المحددات الداخلية – المحددات الخارجية

الملخص

تتميز منطقة طرابلس بتكرار موجات الحر خلال فصل الصيف، وهي ظاهرة مناخية متطرفة تؤثر سلبًا على الحياة الاقتصادية والبيئية والصحية. تهدف الدراسة إلى تحديد خصائص موجات الحر والعوامل المسببة لها، باستخدام بيانات درجات الحرارة العظمى المسجلة في مطار طرابلس الدولي للفترة (1978–2013). أظهرت النتائج أن موجات الحر تتكرر بمتوسط 5 موجات سنويًا، تتراوح شدتها وطولها بين 3 و13 يومًا، وتتأثر بعوامل فيزيائية وديناميكية وكيميائية مثل زيادة الإشعاع الشمسي، أنظمة الضغط الجوي، واختلاف درجات حرارة الستراتوسفير عن التروبوسفير. تُعد موجات الحر ظاهرة هامة تستدعي فهم أسبابها ونتائجها للتكيف معها والحد من أضرارها

الملخص

هدفت هذه الدراسة للتعرف على أثر رضا الطلاب في الجامعات الليبية خلال جائحة كورونا (COVID-19على جودة أداء العملية التعليمية. حيث اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي في وصف المشكلة وتحليلها. ونظراً لكون مجتمع الدراسة يعدّ متماثلاً ومتساوياً ويمر بذات الظروف الدراسية ويخضع لقوانين ولوائح تنظيمية واحدة في كافة الجامعات الليبية باستثناء بعض النقاط التنظيمية الخاصة بالتعليم العالي الخاص والتي لا تؤثر سلباً على عملية التحصيل العلمي، فقد تم اختيار مجموعة من الطلاب من ذوي التحصيل العلمي العالي المنسبين للدراسة بكلية الطب البشري جامعة طرابلس أما عينة الدراسة فتم اختيارها من مجتمع الدراسة وهم الطلاب المقيدون بالفصل الدراسي الثالث للعام الدراسي 2021/2022 بكلية الطب البشري جامعة طرابلس والمنسبين بالمجموعة (AN132) والبالغ عددها 450 طالباً تم استجواب (151) طالبا من المجموعة البحثية من خلال الاستبانة الالكترونية التي أعدت لغرض جمع البيانات والمعلومات..أظهرت الدراسة مجموعة من النتائج من أهمها أثبتت الدراسة أن لرضا الطلاب أثراً ذا دلالة إحصائية على جودة أداء العملية التعليمية خلال جائحة كورونا (COVID-19). كذلك أظهرت نتائج الدراسة وفقاَ لآراء عينة الدراسة أن التغيرات في جودة العملية التعليمية كان سببها رضا الطلاب بأبعاده المختلفة، وبشكل متوالي (البنية التحتية للجامعة والتفاعل الالكتروني، وأساليب التقييم، وإجراءات التقويم والإجراءات الاحترازية). كذلك فإنه من حيث الذين قد أصيبوا بمرض فيروس كورونا ((covid-19 فقد بلغت نسبة (55.6%) من مجموع أفراد عينة الدراسة فيما بلغ عدد من تلقوا جرعة تطعيم واحدة على الأقل ضد مرض فيروس كورونا (covid-19) ما نسبته 90.7%. أوصت الدراسة بإعادة النظر في البنية التحتية المتهالكة وتطويرها واستحداث المرافق التعليمية الخدمية بالجامعة وتوفير وسائل الإيضاح المناسبة للطلاب، ورفع مستوى التثقيف والتوعية الصحية بين رواد الجامعات وخاصة فئة الطلاب من خلال المحاضرات التوعوية والمؤتمرات العلمية والندوات بما يرسخ ثقافة التعامل مع الأزمات واستحداث أساليب تقييم جديدة لمستويات الطلاب خصوصا في حال الدراسة عن بعد وأثناء فترات حدوث الأزمات.